الاثنين، 18 أغسطس 2008

ماذا عن تليفزيون الغد


ماذا عن تليفزيون الغد



تليفزيون الغد

يتوقع العلماء ان يختلف تليفزيون الغد تماما عن تليفزيون اليوم . لن تكون له شاشة محدودة المساحة لتظهر عليها الصورة فى حدود اطارها وإنما سيتم انعكاس الصورة داخل فراغ الحجرة مباشرة , لتشكل منظرا ذا ثلاثة ابعاد.
واذا أمكن تحقيق ذلك , اصبح فى مقدور المرء أن يتحرك داخل الصورة المبثوثة نفسها , ويلقى عليها نظرة من الجانب الآخر.
قد تبدو فكرة الصورة التليفزيونية الأبعاد ضربا من الخيال فى الوقت الراهن . لكن الوسائل التى يمكن أن تخرجها إلى حيز الوجود متوافرة بين أيدى العلماء , ألا وهى الصورة المجسمة " الهولوجرام" التى تتمثل فى أبعادها الثلاثة , تستخرج بواسطة اشعة الليزر.
أول من اكتشف هذه الطريقة على المستوى النظرى قبل ثلاثين عاما هو الدكتور"دينيس جابور" الذى أعلن إمكانية تسجيل الضوء المنعكس على جميع جوانب جسم ما , وإعادة تشكيله أو تكوينه كما يشاء المرء.
وفى أى وقت يشاء , ولم يكتف الدكتور "جابور" بالموقف النظرى بل كرس جهودا كبيرة فى معامل توماس هوستون البريطانية , لإثبات النظرية عمليا. وخلال عام واحد , أحرز تقدما ملحوظا , اذ استطاع إنتاج صورا مجسمة ثلاثية الأبعاد للأشياء , دون استخدام العدسات التقليدية , اطلق عليها اسم"هولوجرام" أى الصورة الكاملة . وهى مأخوذة عن الكلمة اللاتينية"هولوس" التى تعنى"الكامل"

السبت، 16 أغسطس 2008

ثورة الريبوت



ثورة الريبوت










فى التاريخ الإنسانى علامات بارزة ولابد لأى مؤرخ من أن يقف عندها فترة طويلة ويفحص ويمحص ويتأمل و ليعرف النتائج والتحولات التى ترتبت عليها و كل واحدة من هذه العلامات ثورة فى حد ذاتها و ماكانت لمسيرة الإنسان أن تتواصل بدونها صعودا وتقدما نحو حياة أفضل وأيسر وأقل جهدا وأكثر راحة واسترخاء .
لعل اكتشاف الكتابة كان الثورة الأولى و التى تمثل أهم حدث شهده سكان الأرض و إذا الكتابة هى أساس كل ما نعيشه اليوم من رقى وتقدم , يأتى بعد ذلك اكتشاف القمح , فهو حدث آخر لا يقل أهمية, إذ حدد طبيعة الإنتاج الغذائى , وأثر باتالى على العلاقات الإنسانية .
والثورة الثالثة تتمثل فى اختراع البارود , كان له بالغ الأثر فى قولبة التوزيع الطبقى الاجتماعى , خاصة فى أوربا , فلم يعد السلاح حكرا على الإقطاعى متمثلا فى السيف والحصان , بل انتقل الى طبقات المزارعين والعبيد , الذين وجدوا فى البندقية سلاحا أيسر استعمالا لمقاومة سادتهم
وكان من جراء ذلك ظهور طبقة ثالثة أطلق عليها " الطبقة الوسطى" التى ازدادت أهميتها مع تفجر الثورة الصناعية . والثورة الصناعية فى مجملها يمكن اعتبارها علامة أخرى من تلك العلامات البارزة , فالفضل فى كل مايستخدمه الإنسان من تسهيلات فى عصرنا عائد إليها . وبسببها استطاع أن يصل إلى القمر , وأن يلقى نظرة على الكواكب الأخرى.
الآلة هى النتيجة المباشرة للثورة الصناعية , إذ هى التى أطلقت عنانها حتى أصبحت اليوم رفيق للإنسان يسايره جنبا لجنب .
والسؤال هو هل الآلة فى حد ذاتها , كلها خير للإنسان ؟ , وما علاقة الإنسان بها؟

حاول الكثير من الكتاب والمفكرين الاجابة على هذا السؤال , وحذر معظمهم من خطر محتمل كامن فى طغيان الآلة عى الإنسان نفسيا ومعنويا وماديا . بعضهم قال إن ظهور حركات فكرية شاذة كحركة " الهيبين" الذين يهربون من المدن إلى احضان الطبيعة , ما هو إلا أول الغيث من نتائج علاقة الإنسان بالألة فى شكلها الراهن , فالألة تأخذ يوما بعد يوم الصفة تلو الصفة من صفات الإنسان.
حتى اصبحنا نطلق عليه اليوم "الإنسان الآلى"
الإنسان الآلى:
آلة صماء تؤدى مهام اعتاد الإنسان على تأديتها . وقد احتلت اليوم فى المصانع والمحلات مكان اليد البشرية العاملة , فى تأدية المهام الروتينية , حتى اصبحت الآن فى موقع يؤهلها لإعادة صياغة قواعد الإنتاج الجماعى وبالتالى إحداث تغيير شامل فى أنماط حياتنا, فى مصانع السيارات بمدينة" ديترويت" يقوم الإنسان الآلى بتجميع قطع غيار السيارات وتركيبها , كما يؤدى أعمال اللحام والإصلاح بدقة مذهلة وفى عمل ما كان يقوم به 200 عامل حل محلهم 50 انسان آلى مما رفع الإنتاج بنسبة 20%.
وفى ايطاليا صنعت شركة اليكترونيات إنسانا آليا بلغت تكلفته 110 آلاف دولار , يستطيع تجميع صمام هوائى مكون من اثنتى عشرة قطعة . ولهذا الإنسان الآلى زراعان يقوم كل منهما بعمل مختلف تماما فى وقت واحد , ويستطيع الى جانب ذلك التمييز بين القطعة الصالحة وغير الصالحة , واستبدالها .
وتبلغ طاقة الإنتاجية مائتى صمام كل 24 ساعة دون توقف . كما يمكن برمجته بسهولة لتجميع أجهزة التلفزيون والأجهزة الكهربائية . أو أى شئ آخر من الناحية النظرية.


من كل هذا نستشف ان حلم الإنسان ببناء آلة تقوم بكل اعماله , قد خرج من حيز التصورات الأسطورية الى حيز الواقع الملموس , وبدأ يحدث التغيرات فى اسلوب العمل الإنسانى , بما يمكن وصفه بثورة الآلة التى ستؤدى حتما – على مر الزمن , الى تغيير التنظيم الاجتماعى والقيم الإنسانية , وفى هذا الصدد يقول أحد العلماء المتخصصين , إن المجتمع الإنسانى على حافة ثورة صناعية جديدة , تفوق أثارها من أحدثته الثورة الصناعية الأولى قبل مائتى عام.
على أن ما يخشاه العلماء هو أن تجر الثورة الجديدة ويلات لا يمكن السيطرة عليها.
فإذا كان الإنسان الآلى يستطيع القيام بأعمال الإنسان العادى بطريقة أسرع وأفضل وأقل تكلفة , فما مصير الناس ؟ الا يكفى دول العالم ما تعانيه من تزايد انتشار البطالة عاما بعد عام!
صانعو" الإنسان الآلى " يقولون إنه ينبغى تدريبهم للقيام بوظائف أخرى – لكن هذا الحل يثير سيلا من الأسئلة منها : من يدربهم ؟
وما هدف التدريب ؟ وما ادراهم ألا يأتى إنسان آلى آخر يقوم بالتدريب , أو يقوم بعملهم الذى دربوا عليه . يجيب عن ذلك رئيس شركة إيطالية تنتج انسانا آليا يدعى " براجما" يقول, : إنها حقا مشكلة عويصة , لكن ينبغى أن يتعلم الناس القيام بمهام عديدة من خلال تعاون المدارس , والشركات الصناعية والحكومية.

وعلى الرغم من المشكلات والمخاطر الكامنة فى استخدام " الإنسان الى" فإن المخططين الإقتصاديين يرون ضرورة استخدامه لمواجهة انخفاض الطاقة الإنتاجية فى بعض المجتمعات " مثل الولايات المتحدة الأمريكية" ويرى المخططون أن" الإنسان الالى" بما يتمتع به من مزايا , خير وسيلة لتشجيع وتنشيط عمليات التصنيع . فهو قادر على العمل على مدار 24 ساعة دون توقف من اجل تناول الطعام أو احتساء القهوة, وليس بحاجة الى إجازات مرضية من حين لآخر. ولا يشعر بالملل أو الخطر , ولا يطالب بالتقاعد أو المكافآت . وهو محصن ضد أنظمة الحرارة" والغازات" والضجيج , والإشعاع , ومخاطر السلامة من أخطار العمل الأخرى إذ لا مشاعر له ولا أحاسيس , بالإضافة إلى دقته المتناهية.

ولقد دخل " الإنسان الآلى" حقل الصناعة لسببين رئيسسين : أولهما تكنولوجي يتمثل فى تطوير العقول الألكترونية الصغيرة جدا, والتى يمكن تركيبها على قطعة من السليكون لا يزيد حجمها على حبة البازيلاء , وعقب هذا الإكتشاف بدأ العلماء باستخدام العقول جديدة الخلايا لتسيير الإنسان الآلى ٍ اما السبب الثانى , فهو ارتفاع أجور الأيدى العاملة بنسب عالية , تجعل استخدام الإنسان الآلى أقل تكلفة.
ونظرا للفوائد الكبرى التى يمكن للإنسان الآلى تحقيقها اقتصاديا , ازداد إنتاجه وتكاثر بتسارع عجيب , بلغ عدد أجهزة الإنسان الآلى فى الولايات المتحدة الأمريكية خلال العقد التاسع من هذا القرن حوالى 3000 إنسان آلى. وفى اليابان فى نفس الفترة 10000 إنسان آلى وتعتبر اليابان أكثر بلدان العالم اعتمادا على الإنسان الآلى فى مصانعها . وهى أيضا أكثر بلدان العالم إنتاجا له , وربما يكون هذا الوضع أحد الأسباب الكامنة وراء نمو اقتصاد اليابان الحديث بشكل لافت للنظر.
بعد أن اثبت الإنسان الآلى كفاءته وجدواه , اتجه العلماء والمهندسون إلى تطويره , وابتداع نماذج جديدة منه , تتميز بالفهم , اذ أصبح التعبير , وحتى تتحقق هذه الصيغة لابد من أن يكون مبصرا قادرا على السمع واللمس وتقدير التقارير حول مايرى ويسمع . وهذا يستوجب تزويده بكاميرات تلفزيونية , وأجهزة أخرى تزيده تعقيدا . وفى جامعة "وتسيداء اليابانية" طور العلماء إنسانا آليا يستطيع أن يرى ويسمع وينفذ تعليمات مسموعة لكن ذكاءه لا يفوق ذكاء طفل عمره سنة ونصف السنة.
ومهما يكن من أمره , فإن الإنسان الآلى يكون نشاطه مقصورا فى الوقت الراهن على مصانع التجميع , ولم يصل الى مرحلة يستطيع فيها تجميع الأجزاء والآلات الدقيقة مثل " كاربورتير السيارة" تشير الإحصائيات الى أن نمو صناعة الإنسان الآلى أدى الى انخفاض أسعاره , والى نمو صناعة الإنسان الآلى مما أدى الى انخفاض اسعاره والى أن 5% من جميع نظم التجميع استخدمت الإنسان الآلى فى عملها مع بداية عام 1982 , وحل الإنسان الألى محل 20%من العمال العاملين فى مصانع السيارات مع بداية 1985 , واستخدمت جميع نظم التجميع – تقريبا – الإنسان الآلى , مع بداية 1987.
ويؤكد خبراء الصناعة الأمريكيون أن استخدام الإنسان الآلى رغم كل مخاطره أمره ذو ضرورة قصوى لمواجهة الأعباء الاقتصادى . ويقولون , ان وجوده يضاعف عمليات الإنتاج الى حدود فوق كل التوقعات , إذا سيصبح بالامكان تشغيل الى حدود فوق كل التوقعات, إذا سيصبح بالامكان تشغيل المصانع على مدار الساعة .
ويؤكد العلماء أن لهذا الوضع آثارا كبيرة على قدرة أمريكا , وإمكان سيطرتها على العالم اقصاديا , كما سيؤدى ذلك الى انتاج كميات غير محدودة من الأسلحة بأسعار منخفضة.
وفى مجالات أخرى جرت دراسة لتطوير إنسان آلى يستطيع تنظيف ريش الدجاج , وقص صوف الخراف , وصيد السمك , وتعبئة الفواكه والخضار , ومساعدة الأطباء فى العناية بالمرضى والمشلولين , بل ويتوقع أحد العلماء ان يتم قريبا تطوير انسان آلى يستطيع اجراء عمليات جراحية , بتوجيه من جراح بعيد عنه مئات الأميال.
وفى مجال الجريمة يسعى الخبراء لتطوير إنسان آلى , يهرع الى المكان الذى يتعرض للسطو , ويسأل اللصوص ماذا تفعلون هنا ؟ قبل ان يعمى عيونهم فترة مؤقته, وهو يطلق صفارته طالبا النجدة .
وعلى اية حال , فإن ثورة " الانسان الآلى" سيكون لها فى المستقبل آثارها المهمة على انماط الحياة , والقيم الاجتماعية , وعلاقة الإنسانية بصورة لم يشهدها كوكبنا من قبل.